مقالات في التنمية

بقلم
نجم الدّين غربال
أطفالنا في عيوننا
 حين زرت أحد المنتزهات في إحدى ليالي الخريف الهادئة صحبة عالم جليل، شاهدت أطفالا يلعبون ويمرحون على أرض معشّبة وتحت الأضواء الكاشفة وفي ظروف آمنة، حضر في خلدي حال أطفال الأحياء وكلّ من يسكن بيتا أو مجالا لا يتوفّر فيه شروط الحياة الكريمة ويلعبون في الشّوارع والأزقّة دون أدنى شروط الأمان.
قلت لمرافقي أنّ ما أراه أصلا وليس استثناءا هو أن تكون مثل هذه الظّروف وهذه الإمكانات متاحة لجلّ الأطفال إن لم نقل كلّهم وليس لنسبة ضئيلة بالكاد تضبط كما هو الحال في هذا المنتزه.
 رد صاحبي بالقول أن تلك مشيئة الله فهو الذي جعل النّاس متفاوتين، حينها أدركت أنّ من الوعي «الدّيني» السّائد ما يبرّر الموجود بل يزرع معتقدا يؤبّده ولا يتّجه لتحميل الإنسان مسؤوليّة سوء إدارته للشّأن العام مما يحول دون جعله في مستوى أمانة الاستخلاف التي وعد الله بها من آمن من عباده وعمل صالحا وما تقتضيه من كدح نحو توفير شروط الحياة الكريمة لكلّ الناس وفي مقدمتهم أطفالنا رجال الغد وعمدة مستقبل موطننا.
وأمام ما قاله مصاحبي ما كان منّي إلاّ أن أتفاعل قائلا له أن مشيئة الله لا تعني رضاه فالكفر مشيئة كالإيمان ولكن «الله لا يرضى لعباده الكفر»
واستطردت أن مشيئة الله لا تعني إرادته تجاه النّاس بقدر ما تعني سننه بما هي ثمار لمقدّمات زرعها الإنسان ذاته، فإرادته وهو المنزه عن الغفلة والظلم، إرادة التّخفيف عنّا وإرادة التيسير والتبيان لنا كما أنّها إرادة هدايتنا سنن الذين من قبلنا حتى نتجنب ومجتمعاتنا عسر الحياة وعداوة الجهل وضلال المنهج والتصوّرات وكذلك طريقة التفكير.
وحين انتهت تلك الزّيارة عدت إلى منزلي وأنا مشغول بأكثر من سؤال، عن كيفية تمويل إنشاء مثل تلك المنتزهات والفضاءات وبأعداد تسمح لجلّ الأطفال باللّعب والمرح ؟ وعن سؤال أشمل ما الذي يضمن تكريم الإنسان التّونسي عموما وأطفالنا بوجه أخص؟ 
وفي سياق تدبّري لبعض آيات سورة «الفجر» لفت انتباهي عرض لنتائج ومآلات خطيرة تصير إليها المجموعة البشرية تتجسد في ندرة الرّزق  حين لا يكرم اليتيم لديها ولا يحضّ على طعام المسكين وحين يحبّ المال من عناصر تلك المجموعة حبّا جمّا عوض أن يكون الشّعور تجاهه شعور الاستخلاف فيه وأن تكون ملكيّته ملكيّة تصرّف فيه لا أن يكون الإنسان ملكا له خاصة إذا استحضرنا أنّ العطاء طريق تيسير لليسرى وأنّ البخل طريق التيسير للعسرى على حدّ ما ذكر في سورة «الليل».
وحين تدبّرت قواعد الإسلام الخمس لفت انتباهي أنّ القاعدة الوحيدة التي أفردها النّبي محمد صلى الله عليه وسلم بشرط الاستطاعة هي قاعدة الحجّ ولم يضعها في حديثه على الزّكاة، حينها قلت في نفسي ألا يكون الإسلام كمشروع يريد أن يجعل جلّ المسلمين معنيين بالزّكاة وليس البعض فقط كما هو الحال بالنّسبة للحج؟.
 ومن جهة أخرى ونظرا لنوعيّة العلاقة السّائدة بين الإنسان والمال المحكومة بالهوى وما اعتاد الناس عليه عرفا لا عقلا طرحت على نفسي السؤال التالي : 
ما طبيعة العلاقة بين الإنسان والمال في التّصور الإسلامي؟
 ما تقول به الآيات القرآنيّة أنّ إيمان الإنسان بالله مموّلا أصليّا يحميه من الشقاء عبر تخليصه من أسر المال حين يؤتي ماله يتزكّى لذلك نرى أن العلاقة بين الإنسان والمال في التّصور الإسلامي هي علاقة تحرّر وسيادة، تحرّر الإنسان من أسر المال وسيادته عليه.
 فالإنسان هو السّيد في الوجود والمال جزء ممّا هو موجود، فهو سيد عليه وهذا الوجود مسخّر بإرادة إلهيّة للإنسان بما في ذلك المال بما تعنيه كلمة مسخّر من عطاء دائم ولكن كيف نضمن ذلك العطاء الدّائم للمال في مصلحة الإنسان؟
 يمثّل استثمار المال حاضرا متجسّدا في عملية الإنفاق أو مستقبلا وما يتطلبه من ادخار، الآليّة المثلى  لضمان العطاء الدّائم للمال في مصلحة الإنسان ولا يتمّ ذلك إلا عبر تطهير الفرد والمجموعة من أدران الشحّ والبخل والاكتناز وما يفرضه ذلك من إشاعة لقيم العطاء والإنفاق المنتج للثّروة بما يحقّق زيادة في المال وحفاظا عليه.
 وما يمكن تأكيده أن تلك المعاني الثلاثة من طهرة للإنسان وحفاظ على ماله وزيادة فيه كلها محتوية في الكلمة الجامعة المعبر عنها بالزّكاة.
 فبالزكاة يتخلّص الإنسان من عوائق تحول دون طمأنينته ومدنيته ورفاهه وكذلك سلمه الاجتماعي نذكر ثلاثا منها : 
• حالة الخوف من الفقر المكبّلة لطاقاته والمانعة لعطائه.
• حالة اللا انتماء للمجتمع وما تعنيه من عدم اهتمام بأمر عناصره ومستوى عيشهم.
• تعطيل الحركة الاقتصادية وما تخلفه من أزمات وصعوبات جمّة على مختلف الأصعدة وعديد المستويات.
وتعتبر الزّكاة آلية تمويل تنمويّة بامتياز نظرا لأنّها تضمن عطاءً دائما للمال بما يحقّق مقاصد الشّريعة الخمس كما حدّدها الشّاطبي من حفظ للدّين وما يعنيه ذلك من حفظ للقيم ومن حفظ للإنسان ولعقله ولماله وللنّسل فضلا عن حفظ حرّيته كمقصد سادس أضافه ابن عاشور للمقاصد الخمس السالفة الذكر.
 ويعتبر حسن التّصرف في مال الزّكاة ضمن التوجّه العام لكيفيّة التّعاطي مع المال عموما سواء من حيث الجهة التي سيعهد إليها بالتّصرف فيه أو من حيث المنتفعين به المباشرين منهم وغير المباشرين.
الجهة المتعهد إليها بالتصرف في مال الزّكاة
تمت دعوة من له مال إلى عدم إيتاءه السّفيه كما ذكر في القرآن «ولا تؤتوا السفهاء أموالكم» وذلك لنقص في عقله فأصل السّفه في اللّغة نقص وخفّة العقل.
ومما يوحي به مثل هذا التوجيه هو اشتراط تمام عقل من يؤتى المال سواء أفرادا أو مؤسسات حتى يحقّق أهدافه التّنموية متمثّلا في حفظ المقاصد سابقة الذّكر والتي تتمحور حول الإنسان حفاظا على كرامته ورزقه وتفضيله.  
ومن وجوه حسن التصرف في مال الزّكاة الإعتدال في إنفاقه بحيث لا إسراف ولا تبذير من جهة ولا تقتير من جهة ثانية ضمانا لحسن توظيف المال. 
فحسن توظيف المال في اتجاه محاصرة الفقر والتقليل من البطالة وتوفير المرافق العامة التي تعنى بالصحة والتعليم والترفيه هو الذي يحفظ للإنسان عقله وكرامته وحريته ولكن لماذا؟. 
لأنه لا عقل مع الإسراف والتبذير نظرا لتعارضهما معه.
فالإسراف في المال على حدّ ما نصّ عليه معجم المعاني الجامع هو تبديده وصرفه بلا فائدة أو إنفاق الكثير منه لغرض خسيس عند «الجرجاني» ومعنى أسرف في المعجم الغني أهمل وجهل ونسي وكلها معان نقيض للعقل.
أما تبذير المال لغة إفساده واصطلاحا إنفاقه في غير حقّه على حدّ تعبير «الشافعي» وكلّها تتعارض مع المسك كمعنى من معاني العقل. 
وكما أنه لا عقل مع الإسراف والتبذير فلا كرامة مع التقتير.
فالكرامة من الكرم أي السّخاء والعطاء وهو ما يتعارض مع التقتير فالسّلوك الأول نابع من ثقة في الغنى والوفرة ومن وعي بأنّ الكسب في الإنفاق والثاني محكوم بهاجس الفقر والندرة وجهل بأسباب الوفرة.
من جهة ثالثة لا معنى للحريّة بدون قدرات إذ لا قدرات بدون مال وهنا أستحضر ما ذهب إليه «آما رسيا صن» حين اعتبر «التنمية حرية» وحدّد منهج القدرات كسبيل لتحقيقها وبذلك مجتمعا نحفظ النسل ونحمي النوع البشري وجودا وقيمة ومكانة. 
وتبعا لذلك يمهّد الإسلام إلى أن تكون الفئة المسلمة في أي مكان من العالم فئة مترفّهة لها فائضا ماليّا عينا أونقدا يمكنها من القيام بفريضة الزّكاة حرصا منها على استكمال أركان إسلامها وتسجيلا لانتمائها للإنسانيّة.
ذلك الانتماء الذي لا يكون إلا بالاهتمام بأمر غيرها أفرادا كانوا كاليتامى والفقراء والمساكين أو جماعات ومجتمعات تشكو نقصا في الخدمات الصحيّة والتعليميّة والبيئيّة والترفيهيّة والمتطلبات التنمويّة عموما.
المستفيدون من الزّكاة
ونظرا لأن الزكاة أداة تمويل نوعي له مصارف تمسح مجالات عديدة في الحياة وخاصة الإستراتيجية منها كالصّحة والتّعليم كما ذكرت الآية 60 من سورة التوبة «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» فإنّه يمكن لها أن تلعب دورا محوريّا كمقوم أساسي من مقومات التّنمية والرّفاه عبر تمكين الأفراد والجماعات من المال.
إنّ عمق إدراك فلسفة الزّكاة يجعلني أرى من خلالها أن وجود الفقراء والمساكين هو استثناء وليس أصلا وأن وجودهم ليس قدرا مقدورا وأن الزّكاة لم تشرع لتخفف عنهم فقرهم ومسكنتهم فقط بل للقيام بعمليات من شأنها أن تحدث نقلة نوعيّة في شروط الحياة العامة بما يعيد للإنسان كرامته وللمجتمع وحدته وللوطن عزته ومناعته.
تلك العمليات تشمل فيما تشمل :  
• زرع بذور الرخاء الاقتصادي ومتطلباته والسلامة البيئية والأمن العام وحماية الأوطان وذلك من خلال مصرف في سبيل الله.
• إشاعة حالة من السّلم الاجتماعي والتّعايش الحضاري عبر مصرف المؤلفة قلوبهم.
• تخليص المثقل كاهلهم بالدّيون من أعباء ما عليهم وإبقائهم في الدّورة الاقتصاديّة مندمجين في الحياة الاجتماعية والاستفادة من تجربتهم وخبراتهم وتمكينهم من فرصة أخرى للنّجاح والمساهمة في التّنمية حين خصّص لهم سهم الغارمين.
• مساهمة في حلّ جزء من مشكلة البطالة باعتبارها تحدّ تنموي عبر مصرف العاملين عليها.
فالزكاة إذا هي أداة تمويلية لأصناف متعددة ومتنوعة من المجتمع ترقى إلى أن تكون آليّة تنمويّة ذات أثر إيجابي وعميق على مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ومالها من آثار إيجابية على الوضع الأمني والسياسي بوجه عام.
وتناغما مع حرص الإسلام على إقامة الوزن بالقسط في المجتمعات كما هو الحال في الكون عموما، أرى أنّ الزّكاة إنّما شرّعت أساسا لإصلاح أخطاء التّوزيع الغير عادل سواء للثّروة أو المداخيل والذي أفرز إقصاءا ماليّا لأفراد وفئات بل لجهات بحالها وأدى إلى إقصاء اقتصادي أنتج بدوره إقصاءا اجتماعيا وسياسيا وبالتالي إقصاءا تنمويا.  و أن الله سنّ الزّكاة - وهو أعلم بما سنّ - لتعديل حالة اجتماعيّة مالت عن التّوازن المطلوب وحادت عن الوسطيّة التي جعلها الله للأمّة المسلمة لتكون شهيدة على النّاس تستحق بها أن تكون قدوة لهم لتحقيق الرّفاه والتّماسك الاجتماعي والسّلم الأهليّة.  وكذلك دافعا للأمم الأخرى حتى تهتدي إلى المنهج الإسلامي بعد أن وقفت على نجاحه وقابليته للتّطبيق بحثا عن النّعمة والرّفاه الذي بشّر به الإسلام ومهّدت له طريقته خاصّة وأنّه مكّن الفئة المسلمة من حالة الرّفاه شبه العامة ولنا في تجربة عمر بن عبد العزيز حين وصلت إلى مرحلة لم يجد فيها مستفيدا من مال الزّكاة أحسن مثال.
حينها يدخل النّاس في دين الله أفواجا وينزه الله ومنهجه عن النقصان والعبثيّة كما يقف الإنسان مستغفرا حين يدرك أخطائه التي تسبّبت له سابقا في حالات الفقر والتهميش ليقلع عنها وإلى الأبد أو ليتوب على حدّ التعبير القرآني.
ما يجب الانتباه إليه أنّ في وعينا ما يخلّصنا من مسؤولياتنا الاجتماعيّة والأخلاقيّة الإنسانيّة ويجعلنا نعتبر التفاوت أمرا طبيعيا بتبرير «ديني».
لذلك أرى أنّنا في أمس الحاجة إلى المنهج النّبوي الذي أخبرنا إياه أحد صحابته حين قال عنه صلى الله عليه وسلم «كان يفرغنا ثم يملؤنا» إذا أردنا أن نتحرّر من الأغلال سواء العقدية منها أوعلي مستوى التصورات التي لم تزد وضعنا إلاّ سوء، مما أفرز بيئة خصبة للإقصاء والتهميش ساهمت في تغذية ظواهر عديدة كالتّشدد والعنف والتطرف. 
في الهدي القرآني نقرأ «وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ» (سورة الجن الآية 16) بما يوحي أنّ هناك طريقة وهناك تفاعل مع تلك الطريقة وأنّ نوعيّة تلك العلاقة التي يختارها قوم ما هي التي تحدّد مستوى الطّاقة المتوفّرة لديهم دون أن يعني ذلك نهاية القصّة بل كل ما يعنيه نهاية مرحلة وبداية أخرى، نهاية مرحلة الاستقامة وبداية مرحلة الفتنة.
فالوفرة لها شرط الإستقامة على الطريقة إذا ومرحلة الفتنة تبدأ مع الوفرة وليس مع الندرة.
شرط الإستقامة
في الهدي القرآني تحديد لذلك الشرط بقول الله سبحانه  «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ» (سورة الأعراف الآية 96) بما يعني الإيمان بالله وقدرته على الإنعام وكذلك تقواه بما هي حالة شعورية وممارسة عملية وموقف واع ومسؤول.
فالتقوى حالة شعورية تتمثّل في الحذر من عدم الاستقامة على الطّريقة وهي ممارسة عمليّة يعكسها عمل صالح ينفع الناس وقد ذكر القرآن أنه «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (سورة النحل الآية 97)  
والتقوى أيضا موقف واع ومسؤول يترجم برضا بالقليل كما حدّدها «علي ابن أبي طالب» باب العلم على حدّ وصف رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم له.
والرّضاء بالقليل لا يعني أن نعيش حالة من الفقر لأنّ السّياق يدلّ على أنّنا في حالة من الوفرة بل ما يعنيه هو تخصيص الجزء الأكبر منه إلى العمل الصّالح والاستثمار الإستراتيجي الموجّه للأطفال والشّباب لنرى بأعينهم ما لم نقدر على رؤيته بأعيننا ولنحافظ به على النوع البشري ووحدة المجتمعات وليدخل الناس في السلم كافة ونحول بذلك دون الاحتقان الممهّد للاقتتال خاصة حين نستحضر أن حرمان العدد الأكبر من الصغار مقابل نعيم قلّة قليلة منهم يحدث في لاوعي العدد الأكبر من المحرومين ما يؤثر سلبا على مواقفهم المستقبليّة على حدّ ما توصل إليه عالم النفس «فرويد». 
 -------
-  رئيس مركز الدراسات التنموية
najmghorbel@gmail.com