حديقة الشعراء

بقلم
البحري العرفاوي
يا وحشة المغدور
 كيف إذا فَرَغتْ يداكْ
منهم جميعا كلهم
وتفرّق من حولك الأصحابُ 
واضطربتْ رؤاكْ
وتنهّدتْ من تحتك الأرضُ التي قَبّلتها
وتشقّقَتْ من فوقكَ ...
سَبْعُ سماواتٍ ...
كأبوابٍ
يُصَدّعُها نِداكْ
كيفَ إذا غمرتك وحدتُكَ
وكُنتَ واقفًا
والريحُ تعصفُ فوقك ...
أو تحتكَ...
 أو من وراكْ
وترى قُبالتكَ الرفاقَ ...
يُسلّمون سلاحهم
وترى خيامك تنحي
والخيلُ تضربُ صَدْرها محزونةً
تُلقي السروجَ وتمضغ جلد اللجام ...
كما السواكْ
كيفَ إذا ما سَلّمتك دولةٌ
سَلّتْ أظافركَ وشعْرَكَ ...
واسْتَحَمّتْ في دِماكْ
وتظن أنك في العشيرةِ...
 في حِماها وفي حِماكْ
وتظن أنك واحدٌ في وِحِدَةٍ
وتقولها ـ في نفسك ـ :
يا أيّها
لو أنهم استبدلوا أو بَدّلوا
لن يبق في الوطن سِواكْ
وتُخاطبُ شخصًا تُحبّه
ُ ـ قد قَضى ـ :
يا صاحبي
سأظل أقرأُ دَمّكَ ... 
وأظلُ أخطو في خُطاكْ
 
 
-----------
-  شاعر تونسي
bahri.arfaoui.3@facebook.com