حديقة الشعراء

بقلم
البحري العرفاوي
خذوا حذركم
 خذوا حذركم
أيها الإخوةُ / الأصدقاءُ / الرفاقُ
خذوا حذركم
ربما ـ أيها الناظرون ـ
وفي غفلةٍ منكُمُ
تُفلتُ اللحظةُ البارقهْ
....
هل تُجيدون علمَ الحسابِ
وهل تَسألون :
لماذا تُرى تخسرون 
جميعَ معارككم ؟
تخسرون
تعودون للساحةِ هائمين 
ومُلتبسين بغير أداةِ
تعودون مثل العناد
ومثل المُكابر في النائباتِ
فلا تسألون 
ولا تنظرون
ولا ترصدون التبدل في المُمكناتِ
وفي الطقس/ في البر/ في البحر / في الجوِّ
في الطينةِ الخافقهْ
....
هل ترى تسمعون 
دبيبَ المؤامرة في الظلام
وهل تلمحون ظلال اللصوص
تسيحُ على الجُدُر الشاهقهْ ؟
أيها الإخوةُ / يا رفاقُ/ ويا أصدقاءُ
على سفحِ هذا الجليدِ
سيُذبحُ بعضُ الذين نسوا ...
أنهم راكعونَ
بغير دُعاءِ
نسوا أنهم
ليس في أهلهم
من يموتُون من أجلهم
قد نسوا.... إنهم يرقُدون على فجوةٍ عالقهْ
هاهنا ترقدُ المِحنة ُ المستديرةُ
والوَهْمُ
والعَجْزُ
والعُصْبة ُ المارقهْ
هاهنا يختفي قَدَرٌ
والنهاياتُ في البدْءِ... 
في الضربةِ الصاعقهْ
....
يا رفاقُ / ويا إخوة ٌ / أيها الأصدقاءُ
خذوا حِذركم
رُبما تُؤخذون على غِرّةٍ
ربما تُدفعون إلى وجهةٍ
ربما تُحشدون لمعركةٍ غير محسومةٍ
ربما تؤخذون ...
رهائنَ للأزمة اللاحقهْ
....
تصدُرُ الأزمة ُ عن جوابٍ عقيمٍ
وعن عَمَشٍ في عُيُون الرعاةِ
وعن فكرةٍ تستبدّ 
بحيث تؤسسُ للسلطة الساحقهْ
وبحيث يصير المديحُ خطاباً جديداً
وتُمسي جماهيرُنا زبداً يرتخي فوق موجٍ
وتُمسي أناشيدُنا غُصّة ً حارقهْ
فاحذروا
....
أيها الإخوة ُ / يا رفاقُ / ويا أصدقاءُ
اقرءوا في الوجوهِ
وفي الصمتِ ... في الخوف ... في الحُمقِ
في السكراتِ الطويلةِ 
في البهتةِ الحانقهْ
....
اقرءوا ما يُسرّبُ في النظراتِ
وفي المُفردات الهجينةِ
في اللغو والهزل ...
والزفرة الحارقهْ
اقرءوا ما يُخط ّ على الجُدُرانِ
وما يرتديه الشبابُ المُشرّدُ في العَتماتِ
شبابٌ ... تخرّ سراويلـُهُ
يرتخي كالعجينِ... 
ولا يستحي
يُرسِلُ شعرهُ باتجاهِ مُؤخرةِ «الدولةِ الناميهْ»
تلك هيَ إذنْ نُقطة ُ الإرتكاز
وتلك هيَ الثورة ُ الناطقهْ 
فاقرءوا
كل ما ينطق العُقلاءُ به ...
ورجالُ السياسةِ
والنخبة ُ الغارقهْ
اقرءوا جيدا
اقرءوا في النصوص التي ...
لا تُحَمّلُ في المَفرداتِ
وليس لها ترجماتٌ 
سوى في النفوسِ
وفي طبقات الغرائز والوَهْم 
والطـّغمةِ الناعقهْ
....
أيها الإخوة ُ / الأصدقاءُ / الرفاقُ
خذوا حذركم
ليس ثمة ما يُثبت أنكم واقفون ...
على تـُرْبَةٍ
أو على صخرةٍ أ
و على هيئةٍ لائقهْ
انظروا
كم هي الساعة ُ الآن ـ بالضبط ـ في وعينا ؟
كم تبقى لنا كي تكون لنا... 
ساعة ٌ سابقهْ ؟
ذا سباق ٌ إذنْ
ذي مساربُ للركضِ مَلويّة ٌ 
تقتفي أثرَ الخيبةِ السابقهْ
فانظروا
انظروا
تلك بوْصلة ٌ لا تُشيرُ إلى وجهةٍ
والعُيونُ بها حَوَلٌ... 
تنظرُ خارجَ الدّائرهْ
فاحذروا
إننا
إننا
إننا باتجاه التوغل في الريحِ... في الفجْوةِ الفالقهْ ./.