الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد السابع عشر

  

بسم الله  والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله

حدثان بارزان تزامنا مع صدور العدد السابع عشر لمجلة ”الإصلاح“ . يتمثل الأول في حلول السنة الهجرية الجديدة 1434 وما يمثله من ذكرى عزيزة على كل المسلمين ألا وهي هجرة الرسول صلى الله عليه وسلّم وبهذه المناسبة يسعد أسرة تحرير المجلة أن تتقدّم بالتهاني للأمة الإسلامية قاطبة وللشعب التونسي بصفة خاصّة مع أمل أن تكون هذه السنة فرصة جديدة للعمل من أجل إنجاح عملية الإصلاح السياسي والاجتماعي بالبلاد وبناء دولة القانون والمؤسسات ويتمثل الثاني في عدوان الكيان الصهيوني الغاشم على شعبنا المناضل في غزّة واستشهاد عدد من الفلسطينيين والفلسطينيات المرابطين في القطاع.  هذا العدوان جاء رسالة غطرسة وإرهاب من الصهاينة إلى الفلسطينيين خاصة والمسلمين والعرب عامّة . ولا بدّ أن يفهم الجميع الرسالة في الاتجاه الصحيح وتكون دافعا للعمل ليلا نهارا عملا بقول الله تعالى :”وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة...“ في جميع المجالات والقطاعات . هذه الرسالة تحيلنا إلى دعوة القوى الوطنية في تونس منبع الثورات العربية أن تترك خلافاتها الحزبية الضيقة جانبا وتقف صفا واحدا لمساندة الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزّة خاصة. قد يسأل البعض ماذا يمكن لتونس أن تفعله تجاه الصهيونية والكيان المغتصب وهي مازالت لم تندمل جراحها ولم تبن بيتها على أسس صحيحة .. إن التوافق بين القوى السياسية خاصة والشعب التونسي عامّة والمضي قدما نحو بناء الدولة الحديثة التي تقطع مع الاستبداد والحكم الفردي وتؤسس لدولة يكون المواطن فيها الحاكم والمحكوم في آن ، دولة تقوم على العدل والحرية لهو الطريق الاستراتيجي لنصرة القضية الفلسطينية فنجاحنا ونجاح الأخوة في مصر في تحولهم من الاستبداد إلى الديمقراطية ومن الظلم إلى العدل سيعطي الأمل لإخوتنا في غزة وسيزيدهم اصرارا على الثبات وسيكون بمثابة القطر الذي يسبق الغيث . وهكذا فإن العلاقة بين ما يحدث في فلسطين وما يحدث في الدول العربية وخاصة التي تتسابق مع الزمن لتتحرر من تخلفها و مهانتها علاقة وطيدة فلا تحرير لفلسطين مادامت الأمة بلا كرامة. ولا يمكن أن نردّ الصاع صاعين للصهاينة وهم يتحكمون من وراء ستار في قراراتنا السياسية ويعملون جاهدين من خلال عملائهم وأصدقائهم في الداخل والخارج على إفشال المسار الديمقراطي في البلاد العربية ويحاولون جاهدين على تكريس واقع التخلف والتقاتل بين أفراد الأمة الواحدة. إن إسرائيل لن تنهزم ولن تزول مادام هناك فقر وجهل وظلم في جسد الأمة فهل ستحرك فينا ذكرى الهجرة 1434 وهذا العدوان الغاشم على غزّة نعرة العزّة والكرامة فنعمل على لملمة جراحنا ونتوحّد من أجل هدف واحد يبدأ بإقامة نظام عادل ديمقراطي في أقطارنا وينتهي بتحرير فلسطين كل فلسطين . 

وفي اتظار أن تتوحّد الصفوف وتقوى شوكة العرب والمسلمين بعد أن يقيموا أنظمة نابعة من شعوبهم تعمل لصالحهم وليس لصالح الأعداء، وفي انتظار أن ينجح الربيع العربي ويشمل كل الأقطار العربية، ندعو الله العلي القدير أن يثبّت أقدام إخوتنا في غزّة شبابا وشيوخا، نساءا ورجالا ، أطفالا و مجاهدين وبنصرهم ويرحم شهداءهم ويتولى أمرهم ويهزم عدوّهم ويجمع كلمة العرب والمسلمين على الحق.. وهو على كل شيء قدير