الافتتاحية

بقلم
فيصل العش
افتتاحية العدد الأول

يسم الله والصلاة والسلام على رسول الله...

أمّا بعد، فإنني لست بأديب أو مفكّر أو صحافي محترف... أنا  فقط ..”مشروع مواطن“ أريد أن تكون لي مواطنة وأن أساهم في بنائها .

بعد سنة كاملة من ثورة التونسي على الطاغية  وعودة الأمل للعيش في وطن يسكنه مواطنون سواسية أمام القانون ، لهم حقوق وعليهم واجبات . حاولت أن أبحث عن مواطنتي في الصحف والمجلات المنشورة هنا وهناك ،الورقية منها والإلكترونية وذلك بالمشاركة في التعبير عن رأيي بكل حريّة ... لكنني فشلت ... الجميع يدّعي التحرر والشفافية والموضوعيّة و..... المهنيّة ... الكل يعلن أن الخبر مقدّس والتعليق حرّ ... لكنّ الحقيقة غير ذلك .فبعض الصحف تجارية صرفة تحكمها عقيلة الإثارة والفتنة وأخرى تحكمها عقلية قديمة تقوم على الصراع و خدمة أجندات إيديولوجيّة غير وطنيّة والبعض الآخر يمتلكها أشخاص وهي لا تصدر إلا ما يعجب السيد رئيس التحرير وما يروق له... لا يهم حسن الكتابة أو البناء الجيّد للمقال ووضوح الفكرة.. ما يهم هو أن يعرفك مسؤول الصحيفة وأن تكتب ما يرضيه .  

حدث لي هذا في العديد من المناسبات مع بعض الصحف الورقية والالكترونية فتوقفت عن الكتابة . فالوضع في الساحة الصحفية لم يتغير إلآّ شكلا وعالم الصحافة بحر عميق  وهائج ، مليء بالأسرار والعجائب،الولوج إليه أمر في غاية الصعوبة يتطلب ”المعارف“ ( بالمفهوم الشعبي للكلمة) أكثر من ”المعارف“ ( بالمفهوم اللغوي للكلمة).

 بعد تفكير عميق قررت أن أرتمي في هذا البحر الهائج بالرغم من عدم حصولي على شهادة ”سبّاح ماهر“ فهذه الشهادة تعطى ”بالأكتاف“ كما في عهد الطاغية مع بعض المتغيرّات الطفيفة في نوعية ”الأكتاف“ . قررت أن أصدر مجلّتي الخاصّة أعبّر فيها عن مواقفي بكل حريّة و أكتب فيها خواطري من دون رقابة ولا موافقة السيد رئيس التحرير وأن أفتح صفحاتها لكل من يريد التعبير عن رأيه بكل حرية ومن دون تشغيل ”المقص“. وبما أنني ”زوالي“ وليس لي المال الكافي لتمويل مشروع مجلّة ورقية اخترت أن أجعلها الكترونية . لن تكون في شكل مدوّنة ولا صفحة الكترونية وإنما في شكل المجلّة العادية توزع مجانا عبر البريد الالكتروني لكل من يرغب في ذلك ..

وليعلم الجميع أنني لا أبتغي من وراء إصدار هذه المجلة غير تمكين نفسي و أصدقائي من التعبير بحرية وأن نكتب ما نشاء بدون رقابة تذكر . نتبادل الأفكار والآراء ، نتناقش بحرية نتدرب على ”كتابة المواطنة“ لنحقق جزءا من مواطنتنا التي نعمل على بنائها خطوة خطوة... وسنقوم بعد مدّة ،بتقييم ما سننتجه من خلال ارتفاع او انخفاض عدد المشتركين ومواقفهم من المجلّة . فإذا نجحنا في مهامنا فلله الحمد والشكر وإذا فشلنا فسيكون لنا شرف المحاولة وسنغلق هذا المشروع ونبحث عن ميدان آخر قد ننجح فيه .... فعلينا السعي وعلى الله التوكل ....